رام الله - التقى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رمزي رباح، بسفير جمهورية جنوب أفريقيا لدى دولة فلسطين، شون بينفلدت، وذلك في مكتب دائرة مناهضة الفصل العنصري بمدينة رام الله، بحضور الدكتور ماهر عامر، المدير العام للدائرة.
وتناول اللقاء آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، بما في ذلك الجرائم الإسرائيلية المستمرة من حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي وتجويع ممنهج، لا سيما في قطاع غزة، إضافة إلى التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل والاستيطان ونهب الأرض ضمن سياسة الضم التوسعية.
وتطرق رباح إلى المخططات الإسرائيلية المستمرة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة من خلال سياسة الحصار والتجويع والقتل اليومي، مؤكدًا أن العقبة الأساسية أمام أي مفاوضات جدّية تكمن في إصرار الاحتلال على البقاء في قطاع غزة، واستخدام ذلك كوسيلة لدفع السكان نحو النزوح القسري، بالإضافة إلى التحكم بالية توزيع المساعدات في إطار خطة التهجير الممنهج.
كما استعرض السياسات الإسرائيلية التوسعية في الضفة الغربية، لا سيما عبر سياسة الضم الزاحف، والتي تم ترجمتها في قرارات الكنيست الأخيرة، وتهدف إلى السيطرة على مساحات واسعة من الأرض، وتقطيع أوصال الضفة الغربية، وتحويل التجمعات السكانية الفلسطينية إلى كنتونات معزولة من خلال شبكة من الطرق الالتفافية.
وأشار رباح إلى وجود ما يزيد عن 180 بؤرة استيطانية، بما في ذلك البؤر الرعوية، والتي تُستخدم كأداة لتعميق السيطرة على الأرض وتقييد حركة الفلسطينيين، إضافة إلى استمرار السيطرة الإسرائيلية على الحدود الشرقية، في منطقة الأغوار الفلسطينية، وتكريس واقع الفصل العنصري من خلال أكثر من 900 حاجز تعيق الحياة اليومية للفلسطينيين، وتخنق الاقتصاد الفلسطيني.
ودعا رباح إلى مواجهة هذا العدوان المتواصل من خلال العمل الجاد لتوحيد الموقف السياسي والميداني، وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، كما أكد أن أهمية الدعوة لانتخابات مجلس وطني فلسطيني جديد، يجب أن تكون ثمرة حوار وطني شامل، يفضي إلى تشكيل مجلس وطني توحيدي يمثل كافة مكونات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، والتأكيد على حق الجميع في المشاركة بالانتخابات بدون أي شروط سياسية، ووفقا لقرارات للقانون الأساسي والنظام الأساسي لمنظمة التحرير، واعتبار وثيقة الاستقلال هي المرجعية السياسية للانتخابات وليس أي شيء أخر، وكذلك الالتزام بقرارات المجلس الوطني لعام 2018 القاضية بأن يكون قوام المجلس الوطني 200عضو من الخارج والشتات و150 عضو من الداخل.
وأشار رباح ان هناك أرضية جاهزة للبناء عليها من خلال اتفاق بكين الذي وقعت عليه كافة الفصائل الفلسطينية، بما يمّكن الحالة الفلسطينية من التصدي للتحديات الراهنة وإفشال المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وشدد الطرفان على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية والتأكيد على إعادة بناء مؤسسات النظام السياسي وتطويرها من خلال انتخابات ديمقراطية بمشاركة الكل الفلسطيني، بما يعزز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية كجبهة وطنية عريضة وائتلاف وطني شامل وممثلا شرعيا ووحيد للشعب الفلسطيني، حيث أكد السفير بينفلدت على أن توحيد الصف الفلسطيني يمثل أولوية قصوى في هذه المرحلة الحساسة، مشيرًا إلى أن تجربة جنوب أفريقيا في مقاومة الفصل العنصري أثبتت أن الوحدة الداخلية تشكّل أساساً لمواجهة كل أشكال القمع والاستعمار.
وأشاد رباح بالموقف التاريخي والشجاع لجنوب إفريقيا وقيادة حزب المؤتمر الوطني في دعم القضية الفلسطينية في كل المحافل، وخاصة أمام محكمة العدل الدولية لمحاسبة دولة الاحتلال على جرائم الحرب والإبادة الجماعية.


